TLDR : تدعو دراسة من اليونسكو وUCL إلى إجراء تعديلات بسيطة على نماذج اللغة لتقليل استهلاكها للطاقة بنسبة تصل إلى 90٪، دون التأثير على الأداء.
المحتوى
بينما افتتح قمة AI for Good أبوابها أمس في جنيف، تكشف دراسة مشتركة بين اليونسكو وUniversity College London (UCL) أن تعديلات بسيطة في تصميم واستخدام نماذج اللغة يمكن أن تقلل من استهلاكها للطاقة بنسبة 90٪ دون التأثير على أدائها. في سياق حيث أصبحت البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي قضية استراتيجية، يدعو هذا الاكتشاف إلى إعادة التفكير في كيفية تدريب، نشر، واستخدام LLMs على مستوى العالم.
استهلاك غير مرئي ولكنه متزايد
كل طلب موجه إلى ذكاء اصطناعي توليدي مثل ChatGPT يستهلك في المتوسط 0.34 وات ساعة. رقم يبدو غير مهم حتى يتم ضربه في الاستخدام المكثف لهذه الأدوات. اليوم، يستخدم أكثر من مليار شخص هذه الأدوات: تفاعل يومي واحد لكل منهم مع إحدى هذه الأدوات يعادل استهلاك سنوي يزيد عن 310 جيجاوات ساعة، وهو ما يعادل الكهرباء التي يستهلكها سنويًا حوالي 3 ملايين من سكان دولة أفريقية منخفضة الدخل.
ومع ذلك، لا يمكن إلا لـ 5٪ من خبراء الذكاء الاصطناعي الأفارقة الوصول إلى البنى التحتية اللازمة، وهو توازن صارخ يؤدي إلى تعميق الفجوة الرقمية مع الدول ذات الدخل المرتفع، حيث يتمركز معظم قدرات الحوسبة.
ثلاث رافعات لذكاء اصطناعي أقل استهلاكًا للطاقة
سمحت التجارب مع العديد من LLMs مفتوحة المصدر لباحثي UCL بتحديد ثلاث أساليب لتقليل البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي التوليدي:
- استخدام نماذج أصغر ومتخصصة: على عكس الفكرة الشائعة التي تربط بين "الأكبر" و"الأذكى"، تُظهر نتائج UCL أن النماذج المدمجة والمتخصصة في مهام محددة (تلخيص، ترجمة، استخراج معلومات) يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة عشر مرات دون فقدان الأداء. نجد هذا المنطق من "التخصص" في هياكل Mixture of Experts (MoE)، التي تُفعّل فقط الوحدات المناسبة لكل مهمة، مما يتجنب هدر الموارد ويُحسّن الكفاءة الطاقية؛
- تقليل طول التفاعلات: يمكن للطلبات والإجابات الأكثر اختصارًا أن تقلل استهلاك الطاقة بأكثر من 50٪، وفقًا للاختبارات التي أُجريت؛
- ضغط النماذج: تقنيات مثل التكميم تسمح بتقليل حجم النماذج دون فقدان ملحوظ في الدقة، مع فوائد طاقية تصل إلى حوالي 44٪. هذه الأساليب، المعروفة في الأبحاث، لا تزال هامشية في النشر التجاري.
تم اعتماد "التوصية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي "بالإجماع من قبل 194 دولة عضو في نوفمبر 2021، وتضم فصلاً مخصصًا للتأثيرات البيئية لهذه التقنيات. هذا التقرير الجديد يتماشى مع هذا النهج، داعيًا الحكومات والشركات للاستثمار في البحث والتطوير لذكاء اصطناعي أكثر اعتدالًا وأخلاقًا ويمكن الوصول إليه، وكذلك في تعليم المستخدمين، حتى يدركوا العواقب الطاقية لممارساتهم الرقمية.